wi
الصوم
ليس عادة من العادات ، أو أمراً رأيت الناس عليه فتابعتهم فيه ، بل إنه
عبادة جليلة رُتب عليها أعظم الثواب ، وأدّخر الله لصاحبه أجره حين يلقاه
في ساعة يعرف عندها مقدار الحسنات ، فلا تعجب من فرح المؤمن ببلوغه ، ولا
تستنكر فيه إجتهاد المجتهدين ، فقد علموا قدر هذا الزمان ، وأدركوا قيمة
تلك الليالي والساعات . ولمّا كان الزمان عزيز أحببت وضع بعض مشاريع
المتاجرين مع ربهم لأذكر بها نفسي وغيري ، جعلتها مختصرة بُغيت الفهم وحسن
الضبط فمنها : -
- جليسي كتاب ربي سأجعل جل وقتي للتلاوة فهي الشفاء
وطريق كسب رحمة المولى عز وجل ، هل تعلم أن الجزء (٧٠٠٠) حرف والحرف بعشر
حسنات يعني ( ٧٠،٠٠٠) حسنة في الجزء والله يضاعف لمن يشاء تقرأه في أقل من
نصف ساعة وأنت في الزمان الفاضل الذي تتضاعف الحسنات .
قلوبنا -
ياإخوة - تحتاج للوقوف مع الآيات فاجعل لك تلاوةً للتدبر والتفكر بخطاب
الله ، حركِّه عند ورود صفات الباري عز وجل وعند ذكر الجنة والنار وعند كل
آية ففي هذا النجاة .
- (٣٠ عمرة في بلدي ) بجلوسك بعد صلاة الفجر
في مسجدك ثم صلاة ركعتين بعد شروق الشمس . كم فيه هذا الجلوس من خيرات ،
وصالحات باقيات ، كم فيه من اتباع لهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام فقد
كان هديه الجلوس وذكر الله ، وكم فيه من اغتنام لهذا الوقت النفيس . النهار
طويل فمد الجلوس هنا فهو وقت فراغ في الغالب وبعده وقت متسع لأخذ راحتك
وكفايتك من النوم .
-عادتي التبكير للصلاة كم كنت مقصراً في هذا
الشأن وقد جائت السنة في الترغيب فيها حتى جعلها عليه الصلاة والسلام مما
يتنافس عليه المتنافسون . تقدم للصلاة ففيه إدراك السنة القبلية والتنفل
بالصلاة وفيه إدراك الدعاء وترديد الآيات وهو سبيل لإدراك الخشوع في الصلاة
.
- راحتي في التراويح كم تسعد محاريب المسلمين بسماع آيات الله
وكم يفرح المؤمنون وقد وقف الناس في صلاة التراويح ، أعداد هائلة - أينك
أنت عنهم - لاتفرط " فمن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ماتقدم من
ذنبه " سأختار إماماً حسن الصوت ، فالصوت الحسن يزيد القرآن حُسناً ،
سأحرك قلبي مع كل آية ، سأسعى أن تكون هذه الصلاة سبيل للقدوم على الله "
وعجلت إليك رب لترضى " .
- ساعتان لن أفرط فيهما أولهما قبل إفطاري
فهي ساعة مباركة بشرني عندها نبي عليه الصلاة والسلام بأنها ساعة إجابة ،
و" أن لله عند كل فطر عتقاء من النار " وأما الساعة الثانية فهي ساعة
السحر ففيها نزول ربنا عز وجل لسماء الدنيا يستعرض حاجات عباده فيغفر لهذا
ويقضي حاجة هذا ويفرج همّ ذاك ويحقق مطالب أولئلك ، فكيف لا أحرص عليهما
وفيهما هذا الخير وذاك العطاء .
- جددت العهد مع رحمي وقرابتي
بصلتهم وزيارتهم والإحسان إليهم بجميع أنواع الإحسان ، فكم كنت مقصراً معهم
فجاء رمضان ليذكرني بهم ، وحضر هذا الموسم لأتعاهدهم بجميع أنواع الإحسان .