- وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان
في الحديث ( أنه عليه الصلاة والسلام كان أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ، وكان جبريل يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن ، فرسول الله صلى الله عليه وسلّم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المُرسلة ) كذا في الصحيحين عن إبن عباس رضي الله عنهما . وخرّجه الإمام أحمد بزيادة في آخره ( وهو لا يُسأل عن شيء إلاّ أعطاه ) .
قال الإمام النووي رحمه الله : وفي الحديث فوائد منها :-
o تعظيم شهر رمضان بابتداء نزول القرآن ثم معارضة ما نزل فيه .
o زيادة الجود والخير عند ملاقاة الصالحين وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم .
o استحباب مدارسة القرآن .
o أن ليل رمضان أفضل من نهاره لكون الملاقاة والمدارسة فيه . ولأن الليل مظنة المقصود من التلاوة وهو الحضور والفهم .
o أن فضل الزمان بفضل العبادة وزيادتها فيه .
o أن مداومة التلاوة للقرآن توجب زيادة الخير .
o طلب تكثير العبادات آخر العمر .
وكان جوده صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بجميع أنواع الجود في بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى وفي إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق : من إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمُّل أثقالهم ، وعلى هذا المنوال سار كثير من المسلمين في شتّى العصور والبقاع حتى غدت كثير من المدن والأحياء والقرى الإسلامية مشاعل خير مضاءة لهذا التواصل الإجتماعي في رمضان بين الأقرباء بعضهم ببعض وبين الجيران وبين المقيمين والغراء والمعوزين .
ولم يزل صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على هذه الخصال الحميدة منذ نشأ ولهذا قالت السيدة خديجة رضي الله عنها في أول مبعثه : والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم وتقرى الضيف وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق . ثم تزايدت هذه الخصال بعد البعثة وتضاعفت أضعافاً كثيرة ، وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس ). وفي صحيح مسلم عنه قال ( ما سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن الإسلام شيئاً إلاّ أعطاه. قال: فجاء رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا ، فأِن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ). وقال صاحب الهمزية :